والثالث : كقول الفرزدق :

١٩ ـ ماأنتَ بِالْحَكَمِ التُّرضى حكومَتُه

ولا الأصيل ولا ذي الرأي والجَدَل (١)

والجميع خاص بالشعر ، خلافاً للأخفش وابن مالك في الأخير.

الثاني : أن تكون حرف تعريف ، وهي نوعان : عهدية وجنسية ، وكلّ منهما ثلاثة أقسام :

فالعهدية : إمّا أن يكون مصحوبها معهوداً ذكرياً ، نحو : ﴿فيها مِصباحٌ ، المصباحُ في زُجاجَة ، الزُّجاجةُ كَأنَّها كَوْكبٌ دُرّيٌ (النور /٣٥) وعبرة هذه : أن يسدّ الضمير مسدّها مع مصحوبها أو معهوداً ذهنيّا ، نحو : ﴿إذ يُبايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ (الفتح /١٨) أو معهوداً حضورياً ، نحو : ﴿اليَومَ أكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُم (المائدة /٣).

والجنسيّة : إمّا لاستغراق الأفراد ، وهي الّتي تخلفها «كُلّ» حقيقة ، نحو : ﴿إنَّ الإنْسان لَفِي خُسْر إلاّ الّذينَ امَنوا (العصر / ٢ و ٣) أو لاستغراق خصائص الأفراد ، وهي الّتي تخلفها «كلّ» مجازاً ، نحو : «زيد الرجل علماً» أي : الكامل في هذه الصفة ، أو لتعريف الماهية ، وهي التي لاتخلفها «كلّ» لا حقيقةً ولا مجازاً ، نحو قوله تعالى : ﴿وَجَعَلْنا مِنَ المآء كُلّ شَيء حَيّ (الأنبياء /٣٠) وقول الإمام الحسن المجتبى عليه‌السلام : «اللُؤم ، أن لا تشكر النعمة» (٢).

وبعضهم يقول في هذه : إنها لتعريف العهد ، فإنّ الأجناس اُمورٌ معهودة في الأذهان متميّز بعضها عن بعض ، ويقسّم المعهود إلى شخص وجنس.

__________________

١ ـ شرح أبيات مغني اللبيب : ١ / ٢٩٢.

٢ ـ تحف العقول ، كلمات الامام المجتبى عليه‌السلام : ١٦٨.

۲۹۱۱