على المشي على القدم إلى الحجّ (١) أو زيارة الحسين عليهالسلام (٢) وأنّه في كلّ خطوة كذا من الثواب ـ فينبغي ـ على هذا ـ أن يحمل على توزيع ثواب نفس العمل على مقدّماته باعتبار «أنّ أفضل الأعمال أحمزها» (٣) ، وكلّما كثرت مقدّمات العمل وزادت صعوبتها كثرت حمازة العمل ومشقّته ، فينسب الثواب إلى المقدّمة مجازا ثانيا وبالعرض ، باعتبار أنّها السبب في زيادة مقدار الحمازة والمشقّة في نفس العمل ، فتكون السبب في زيادة الثواب ، لا أنّ الثواب على نفس المقدّمة.
ومن أجل أنّه لا ثواب على المقدّمة استشكلوا في استحقاق الثواب على فعل بعض المقدّمات ، كالطهارات الثلاث ، الظاهر منه أنّ الثواب على نفس المقدّمة بما هي. وسيأتي حلّه إن شاء الله (تعالى). (٤)
٣. إنّ الوجوب الغيريّ لا يكون إلاّ توصّليّا ، أي لا يكون في حقيقته عباديّا ، ولا يقتضي في نفسه عباديّة المقدّمة ، إذا لا يتحقّق فيه قصد الامتثال على نحو الاستقلال ، كما قلنا في الخاصّة الأولى : أنّه لا إطاعة استقلاليّة له ، بل إنّما يؤتى بالمقدّمة بقصد التوصّل إلى ذيها ، وإطاعة أمر ذيها ، فالمقصود بالامتثال به نفس أمر ذيها.
ومن هنا استشكلوا في عباديّة بعض المقدّمات ، كالطهارات الثلاث. وسيأتي حلّه إن شاء الله (تعالى). (٥)
٤. إنّ الوجوب الغيريّ تابع لوجوب ذي المقدّمة إطلاقا واشتراطا ، وفعليّة وقوّة ، قضاء لحقّ التبعيّة ، كما
تقدّم. ومعنى ذلك : أنّه كلّ ما هو شرط في وجوب ذي المقدّمة فهو
__________________
(١) عن أبى عبد الله عليهالسلام قال : «ما عبد الله بشيء أشدّ من المشي ولا أفضل». الوسائل ٨ : ٥٤ ـ ٥٥ ، الباب ٣٢ من أبواب وجوب الحجّ ، الحديث ١ و ٧.
وروي عن ابن عبّاس ، قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : «من حجّ بيت الله ماشيا ، كتب الله له سبعة آلاف حسنة من حسنات الحرم ...» راجع الحديث ٩ من المصدر السابق.
(٢) والرويات الواردة في هذا الباب كثيرة جدّا ، راجع الوسائل ١٠ : ٣٤١ ـ ٣٤٣ ، الباب ٤١ من أبواب المزار.
(٣) بحار الأنوار ٧٠ : ١٩١.
(٤) يأتي في الأمر التاسع عند قوله : «ومن هنا يصحّ أن يقع كلّ مقدّمة عبادة ...».
(٥) يأتي في الأمر التاسع.